توفي الرسام التونسي حمادي بن سعد يوم الجمعة 25 جويلية عن عمر يناهز 77 عامًا، في يوم ذكرى إعلان الجمهورية. يمثل رحيله خسارة لفنان ملتزم، لم يكن معروفًا إعلاميًا بشكل كبير ولكنه كان محترمًا بعمق في الأوساط الثقافية التونسية.
كان حمادي بن سعد عصاميًا، حيث بدأ حياته المهنية كمعلم قبل أن يكرس نفسه بالكامل للفن والتعليم الجمالي. كان مقتنعًا بأن الحساسية يمكن تعليمها منذ الطفولة، وقد نشط لعدة عقود في نوادي الرسم المخصصة للأطفال، مدافعًا عن فكرة الفن التربوي المتجذر في الحياة اليومية.
ولد في عام 1948 في تونس، وطور حمادي بن سعد عملًا شخصيًا بعيدًا عن الاتجاهات السائدة، يجمع بين التعبيرية والجذور. قضى ثلاث سنوات في مدينة الفنون الدولية في باريس، حيث اكتشف التيارات الكبرى للتجريد وصقل لغته الفنية. كان هذا الإقامة نقطة تحول في مسيرته، حيث عززت انفتاحه الفني دون أن تبعده عن هويته.
شارك في العديد من المعارض الجماعية الكبرى، لا سيما ضمن مدرسة تونس، بينما عرض أعماله في فرنسا وإيطاليا وسويسرا والدنمارك. وقد أشادت النقاد بأسلوبه الذي يتميز بكثافة عاطفية ولوحة ألوان متواضعة، كإسهام مهم في الرسم التونسي المعاصر.
تأتي وفاته بعد بضعة أشهر من وفاة صديقه وزميله الأمين ساسي، الذي شاركه نفس التحفظ والالتزام برؤية إنسانية للفن.
أشادت وزارة الشؤون الثقافية واتحاد الفنانين التشكيليين به، واصفة إياه بأنه “ركيزة من ركائز الفن التشكيلي” و”ناقل للجمال”.
يترك حمادي بن سعد وراءه عملًا صادقًا ومتطلبًا لم يُقدر حق قدره. يستحق اليوم أن يُعاد النظر فيه في ضوء التزامه: التزام فنان يرى في الرسم فعلًا من أفعال النقل أكثر من كونه سعيًا للاعتراف.
نقاش حول هذا المنشور