خرج آية الله علي خامنئي عن صمته يوم الخميس 26 جوان 2025، بعد أسبوع من دخول الهدنة بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ. في رسالة فيديو تم نشرها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام الحكومية، أشاد المرشد الأعلى الإيراني بما وصفه بـ«انتصار» الجمهورية الإسلامية، موجهاً تهديدات مبطنة ولكن حازمة للولايات المتحدة.
في موقف يتسم بالانتصارية، أكد خامنئي أن إيران وجهت «صفعة على وجه أمريكا» وأن النظام الإسرائيلي قد «أُذل» من قبل المقاومة الإيرانية. لم يتردد في تقديم نهاية المواجهات كدليل على القوة الاستراتيجية لإيران في المنطقة. ووفقاً له، لم تتمكن لا الضربات ولا العقوبات الأمريكية من كبح القدرات العسكرية للبلاد.
لكن خلف هذه التصريحات، يندرج خطاب المرشد الأعلى أيضاً في منطق الردع. حذر خامنئي من أن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام أي هجمات جديدة محتملة. وذكر أن بلاده تراقب القواعد الأمريكية في المنطقة وأن أي عمل عدائي سيعقبه انتقام «مؤلم». هذا النبرة العسكرية موجهة بقدر ما هي للمجتمع الدولي، إلى الرأي العام الإيراني، في سياق توترات مستمرة رغم الهدوء الظاهري.
تأتي هذه الرسالة في وقت تخرج فيه إيران من حلقة عسكرية مكثفة استدعت جهازها الأمني والدبلوماسي. سمحت الهدنة التي تم الحصول عليها بفضل وساطة إقليمية بتخفيف التصعيد، لكن الوضع لا يزال هشاً. وإذا لم ترد الولايات المتحدة رسمياً على تصريحات خامنئي، فإن العواصم الغربية تخشى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.
في هذا السياق المتوتر، تشكل تصريحات المرشد الأعلى نقطة تحول: فهي تغلق مؤقتاً دورة من المواجهة المباشرة، بينما تترك تهديداً صريحاً في حال تجدد التوتر. توازن غير مستقر، حيث تظل كلمة الزعيم الإيراني ذات وزن كبير.
نقاش حول هذا المنشور