تستعد العاصمة الليبية طرابلس لاستضافة القمة الرئاسية الثالثة في إطار الآلية الثلاثية بين ليبيا، الجزائر، وتونس، مما يمثل خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات بين هذه الدول الجارة.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خلال مؤتمر صحفي خصص لاستعراض حصيلة الدبلوماسية الجزائرية لعام 2024، أن التحضيرات لهذا الحدث جارية. ومن المتوقع أن تُعقد القمة في بداية العام، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الليبية.
آلية ثلاثية في طور التعزيز
وأكد أحمد عطاف أهمية هذه الآلية التشاورية التي اقترحتها الجزائر واعتمدتها ليبيا وتونس حيث تهدف إلى تعزيز التعاون ومواجهة التحديات المشتركة، لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية.
وأوضح الوزير الجزائري أن الاجتماعات السابقة أسفرت عن وضع مشاريع ملموسة لمعالجة القضايا التي تتقاسمها الدول الثلاث.
وأُطلقت الآلية الثلاثية في فيفرري الماضي خلال القمة الأولى التي نُظمت في الجزائر على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز، وقد التزم قادة الدول الثلاث بعقد هذه الاجتماعات بإنتظام كل ثلاثة أشهر.
وعُقدت القمة الثانية في أفريل في تونس، بحضور الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي.
وشهدت هذه القمة مناقشات حول قضايا رئيسية مثل مكافحة الإرهاب وإدارة تدفقات الهجرة وإنعاش الاقتصاد في المنطقة.
قمة طرابلس فرصة لتعميق التعاون
وتُعتبر القمة المزمع عقدها في طرابلس فرصة لتعزيز ديناميكية التعاون بين الدول الثلاث حيث تأتي في سياق إقليمي يشهد تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، إلى جانب آمال بتحقيق الاستقرار والازدهار.
نحو تكامل إقليمي أقوى
وتتطلع القمة المرتقبة إلى اتخاذ تدابير عملية لتعزيز الاستقرار في ليبيا وتقوية الأمن على الحدود وتطوير مشاريع اقتصادية عابرة للحدود.
ومع انعقاد هذه القمة في طرابلس، تواصل الآلية الثلاثية تحقيق هدفها المتمثل في إقامة حوار منظم ومستدام بين هذه الدول الرئيسية في المغرب العربي، مما يعزز دورها على الساحتين الإقليمية والدولية.
غياب المغرب وموريتانيا وموت سريري لإتحاد المغرب العربي:
وتعتبر هذه القمة الثلاثية كبديل عن إتحاد المغرب العربي الذي يشهد موتا سريريا في ظل غياب اي اجتماعات على مستوى قادته بسبب جملة من التحديات اهمها غياب الارادة السياسية والخلاف المغربي الجزائري.
وانعكس الخلاف المغربي الجزائري في غياب كل من المغرب وموريتانيا عن هذه الاجتماعات الثلاثية المنتظمة، حيث نحت موريتانيا منحى الحياد وعدم الاصطفاف خلف اي طرف من هذه الدولتين وهو ما انعكس في عدم مشاركتها ضمن هذه القمة الثلاثية.
كما تشهد العلاقات الدبلوماسية التونسية المغربية فتورا حادا منذ القمة الفرنكوفونية في تونس عام 2022 بعد استقبال رئيس الصحراء الغربية ابراهيم غالي من طرف رئيس الجمهورية قيس سعيد وهو ما عدّته الرباط خطأً.
نقاش حول هذا المنشور