شهدت العاصمة المغربية الرباط أول أمس الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 احتجاجات من امام مقر القناة المغربية الثانية، وهي قناة رسمية، وذلك للمطالبة بوقف بث مسلسل “ناس الملاح”.
احتجاجات بسبب ظهور مجندة إسرائيلية على شاشة رسمية:
وطالب المحتجون بوقف بث مسلسل “الناس لملاح” الذي يتم عرضه منذ أواخر سبتمبر الماضي على القناة المذكورة والذي تظهر فيه الممثلة الإسرائيلية- المغربية إيفا كادوش.
وكادوش كانت مجندة بجيش الاحتلال الإسرائيلي كما أنها عرفت بمواقفها الداعمة لقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الابادة التي يشنها على غزة منذ أزيد من سنة.
كما عرفت الشخصية مثار الجدل بتدويناتها المحرضة على قتل الفلسطينيين وأيضا نشرها صورا لقنابل وقذائف موقعة وموجهة إلى تدمير منازل ومستشفيات ومراكز إيواء، الأمر الذي أثار سخط المغاربة.
موقف رسمي خجول ومواصلة تدعيم أواصر التطبيع مع الصهاينة:
ولم يصدر أي موقف رسمي مغربي حول هذه المطالب التي انطلقت منذ أزيد من أسبوع والتي امتدت الى تنظيم مسيرات واعتصامات من امام مقر القنوات المغربية وكذلك بأكثر من مدينة مغربية.
وبالعودة إلى مسار الموقف الرسمي المغربي منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى نجد أن الموقف الرسمي للبلد كان موقفا خجولا في التعاطي مع الازمة في غزة، حيث اكتفت حكومة عزيز أخنوش بالدعوات إلى وقف اطلاق النار والتهدئة لا غير، في المقابل نجد دولا من امريكا الجنوبية وصلت الى حد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان المحتل.
تطبيع مستمر مقابل استجداء الاعتراف بمغربية الصحراء:
وكانت الرباط قد انخرطت في سلسلة اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين والسودان، والتي وُقعت في النصف الأخير من عام 2020، ثم سعت البلاد التي تقع في شمال أفريقيا الى تعميق علاقتها بسرعة مع تل ابيب مقابل الحصول على اعتراف بمغربية الصحراء الغربية.
وواصل المغرب تدعيم علاقته مع إسرائيل على الرغم من حرب الابادة التي يشنها الكيان المحتل على غزة ولبنان، حيث عقد شراكات أمنية مع تل ابيب وأخرى لاحتضان مصانع لتصنيع الطائرات بدون طيار.
الاحتلال الإسرائيلي والمغرب “حب من طرف واحد”:
ويبدو للمتابع أن علاقات المغرب والاحتلال الإسرائيلي هي “حب من طرف واحد”، اذ سارع المغرب مباشرة اثر عقد ما يسمى باتفاقية “ابراهام” الى ارسال وفود الى الكيان المحتل، آخرها وفد برلماني لتندلع حرب السابع من اكتوبر فتلغى الزيارة في اللحظات الأخيرة، ليس حبا في أهل غزة وفق ما تقول مصادر متطابقة بل تم التأجيل لأن الإسرائيليين كانوا منشغلين بعملية طوفان الاقصى التي كبدتهم خسائر فادحة.
ثم ان ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة وهو يحمل خارطة المغرب مقسمة بين الرباط والعيون لم يجعل حكومة أخنوش تتراجع عن اتفاقيات ابراهام رغم ان المحدد كان الاعتراف بمغربية الصحراء.
نقاش حول هذا المنشور