منذ أن تسلّم ناجي الجويني مهمة الإشراف على التحكيم٬ انطلق في إعادة ترتيب البيت على أسس ثابتة خاصة أنه يتمتّع «بكارط بلانش» وبرمج لعديد التربصات وخطّط بإحكام لإعادة الروح للتحكيم التونسي الذي يعيش في أزمات خانقة والدليل غيابه مرّة أخرى في المونديال وحتى في كأس إفريقيا للأمم.
وأشاد عديد الحكام بحسن تنظيم التربص الأخير «للفار» وحرفية المكوّنين٬ وتلقى المشرف العام على التحكيم عديد التقارير لاختيار الأفضل في تقنية الفيديو وتمّ تعيين هيثم قيراط وأسامة بن إسحاق وخالد قويدر في أول جولة من مرحلة التتويج.
واستغرب ناجي الجويني من مواصلة تهميش الحكام الدوليين وعدم تعيينهم في السابق واضطرّ الى التدخل عندما قدّمت له لجنة محمد بن حسانة اختياراتها لتعيينات الجولة الخامسة من بطولة الرابطة الأولى لمرحلة تفادي النزول ولم يعثر الجويني على أيّ حكم دولي وفرض إقحام نعيم حسني وهيثم قيراط.. واضطرّت اللجنة الى القيام بالتغييرات وتنفيذ التعليمات.. وانتهى زمن تهميش الحكام الدوليين في عهد الجويني والدليل تعيين أمير الوصيف ومحرز المالكي ويسري بوعلي لمقابلات الجولة الأولى لمرحلة التتويج٬ ولو أنه لا يعقل تعيين الحكم والمراقب من نفس الرابطة.
وقد لا نستغرب أن يلجأ ناجي الجويني الى فتح نافذة التحكيم الأجنبي خلال الجولة الثانية من البطولة في مباراة النجم والترجي ولو أنه أكد مرارا أنه يفضّل التعويل على الحكام المحليين في المقابلات الكبرى وإن لزم الأمر يتم الاستنجاد بالأجانب في إطار التبادل بين الحكام.
واضطرّ ناجي الجويني الى التنقل بين الأندية لإلقاء الدروس على اللاعبين والمسؤولين وتزويدهم بالنصائح والمعلومات التحكيمية المفيدة كما أنه فرض خطة المراقب التلفزي ليزيد في مصاريف التحكيم وإثقال الفاتورة على جامعة الكرة إذ تمّ تعيين المراقبين سيف السوسي ورياض الحرزي وجلول عزوز مع مطالبتهم بإرسال التقارير إلى الجويني مباشرة بعد نهاية كلّ مباراة.
وتجدر الإشارة الى أنّه سيتمّ ولأول مرة تخصيص كاميرا في تقنية «الفار» خاصة أنّ التلفزة الوطنية ستساهم بـ7 كاميراهات بعد تعاقدها رسميا مع جامعة الكرة كما تجري المساعي لتأمين 3 مقابلات «بالفار» في نفس الوقت خاصة أنّ القانون يفرض أن تدور الثلاث مقابلات الأخيرة للبطولة في نفس التوقيت ونفس اليوم.
كما أنّ لجنة ناجي الجويني قامت بإجراء «مافيولا» من نوع خاص إذ ردّت على تذمّرات وتشكيات اتحاد بنقردان بعد المطالبة بضربة جزاء شرعية ضدّ اتحاد تطاوين وأكدت وجود تهوّر على مهاجم بنقردان داخل منطقة الجزاء وأنّ الحكم حمزة جعيد كان عليه الإعلان عن ضربة جزاء وإنذار المدافع.
ومثل هذه «المافيولا» قد تزيد في غضب الأندية وتوتر الأجواء خاصة أنّ بطولة مرحلة التتويج ستعرف عديد الاحتجاجات والتذمرات بعد دخول «الفار» وسيضطرّ الجويني الى تغيير التكتيك ولو أنه أحال بعض الحكام على ثلاّجة التجميد.
نقاش حول هذا المنشور