سميرة عوينات تونسية عاشت بغزة واستقرت فيها مدة 27 عامًا مع زوجها الفلسطيني أحمد الغريري، وأنجبت فيها أربعة من الأبناء، وصارت غزة بالنسبة لها وطنا ثانيًا، لتغادر خلال العدوان الاخير وتصل تونس ضمن رحلة اجلاء.
وأكدت سميرة في حوار أجرته معها قناة الجزيرة القطرية أن الحرب أجبرتها على مغادرة غزة بعد قرابة الثلاثة عقود حيث قالت:”تعوّدت على غزة وأحبها، لكن الحرب غيّرت كل شيء. لم نعش رعبًا مثل ما عشناه في هذه الحرب”.
وتابعت “شاهدنا قصف مناطق كثيرة بجوار أبراج النصر التي كنا نقيم بها. شاهدنا أكابر الناس وهم في حاجة لكل شيء: الخبز والماء والغاز والكهرباء. الكل في غزة صار محتاجًا، سواء غني أو فقير. الحرب قاسية جدا، ولولا جنسيتي التونسية لما تمكنت وأسرتي من الخروج من غزة”.
اما زوجها أحمد الغريري فقد اعتبر الخروج من غزة قرارًا صعبًا للغاية لكنه كان مجبرا على ذلك لحماية أفراد عائلته، حسب تعبيره.
وقال :“كنا نخطط للذهاب إلى بيت صديقي أبو حيدر، لكن تم قصف البيت قبل يومين من تاريخ الانتقال إليه، ما أثّر كثيرًا في أولادي وقرّرنا الرحيل. ساعدتنا وزارة الخارجية التونسية على الخروج من معبر رفح رغم الصعوبات التي واجهها الفلسطينيون المتزوجون من تونسيات”.
يذكر أنه وصل صباح يوم الاحد 10 ديسمبر 2023 إلى مطار تونس قرطاج 57 فردا من عائلات تونسية مقيمة بقطاع غزة رفقة أزواجهم الفلسطينيين من الذين أبدوا رغبتهم في المغادرة المؤقتة إلى حين انتهاء العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وكان في استقبال العائلات منير بن رجيبة كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
ووفقا لبلاغ صادر عن وزارة الخارجية فقد تم تبعا لتعليمات رئيس الجمهورية قيس سعيد تأمين عملية الإجلاء في أفضل الظروف عبر تسخير المصالح المركزية للوزارة والبعثتين برام الله والقاهرة لمتابعة كافة المراحل اللوجستية والترتيبات الضرورية للخروج أولا من معبر رفح ومنه إلى مطار القاهرة، بالتعاون مع الجهات المصرية المختصة.
كما تم وفق البلاغ التنسيق مع الوزارات والمؤسسات التونسية ذات الصلة، وذلك لضمان عودة العائلات التونسية في أحسن الظروف ووضع كل الإمكانات المتاحة لاستقبالها والاحاطة بها خلال إقامتها المؤقتة بتونس.
نقاش حول هذا المنشور