كشف تقرير رقابي لمحكمة المحاسبات ورد في 148 صفحة عن وجود عشرات المبيتات والمطاعم والاحياء الجامعية التي تتضمن اخلالات وتجاوزات مرتكبة في حق الطلبة.
وكشف التقرير المذكور عن وجود اخلالات تتعلق بظروف الصحة والسلامة في 13 مبيتا جامعيا من مجموع 16 مبيتا خضعت للمراقبة، حيث تتعلق الاخلالات أساسا بحماية مداخل المبيتات على غرار غياب حارس خلال فترة الصباح بالنسبة للمبيت الجامعي ابن خلدون بالعاصمة.
11 مبيتا آخر اخلت بشروط السلامة بتغاضيها عن التعاقد مع أطباء وعدم تجهيز محلات تمريض بالادوية ومواد الإسعاف او عدم مطابقتها القانون.
وفي تعليقها على هذه الاخلالات اعتبرت محكمة المحاسبات أن عدم توفر أطباء ببعض المبيتات يعود لرفضهم التعامل بالتسعيرة التعاقدية مع مؤسسات الخدمات الجامعية وبتقصير الأطراف المتدخلة منذ سنوات في السعي الى تجاوز هذا الاشكال.
كما تعلقت بعض التجاوزا بغياب تحصين اسوار وابواب ونوافذ 4 مؤسسات إيواء جامعي ووجود إشكالات تتعلق بشبكتي الكهرباء والغاز بحيين جامعيين في سليانة تمثلت في عدم حماية اسلاك الكهرباء وعدم صيانة الشبكة الكهربائية.
وأكد تقرير محكمة المحاسبات على أن 7 مؤسسات إيواء جامعي لم تبادر بتأمين بناياتها وتجهيزاتها ولم تتخذ ما يكفي من إجراءات السلامة عبر عدم شحن وسائل الحماية من الحرائق وعدم تدارك مخاطر اندلاع حرائق بمطابخها.
وكشف التقرير ان ديوان الخدمات الجامعية للشمال واصل كراء بنايتين بمدينة نابل رغم عدم استجابتهما لمعايير السلامة الضرورية وعدم ايفاء صاحبيهما بتعهداتهما المتمثلة في الاستظهار بتأمين لهما وبشهادة الوقاية مع العلم ان البنايتين توجدان فوق محطة مخصصة للتزويد بالوقود.
كما أشار التقرير الى ان ديوان الخدمات الجامعية كمؤسسة مشرفة على المبيتات والاحياء الجامعية لم يتقيد بدليل اجراءاته القاضي باعداد تقارير ثلاثية دورية للوقوف على حالة التجهيزات والبنايات والتثبت من عمليات الصيانة.
وأشارت المحكمة إلى أن تقارير تفقد منجزة من قبل وزارة التعليم العالي كشفت عن عدم تجهيز دورات مياه في 28 مبيتا بأجهزة الصرف الصحي واتساخ احواض غسل الوجه وبيوت الاستحمام وارتفاع درجات الرطوبة بها ونقص التهوئة إضافة الى الروائح الكريهة نتيجة تسرب المياه وركودها وتعطب مرشّات الاستحمام.
أما بخصوص المطابخ الجامعية فقد كسف التقرير ان 15 مبيتا لم تعمل على صيانة قنوات تصريف مياه الامطار وبالوعات المياه المستعملة وشبكات التطهير المرتبطة بمطابخها ولم تستجب لشروط حفظ الصحة على غرار الحي الجامعي بمونفلوري والحي الجامعي الحدائق بالعاصمة والحي الجامعي “زاما” في مدينة سليانة.
ولاحظ التقرير انه تم رصد تواصل نقائص تتعلق بدورات المياه والمطابخ وبيوت الاستحمام وقنوات تصريف المياه والبالوعات بالحي الجامعي طريق منزل عبد الرحمان في بنزرت مشددا على ان أخطاء هندسية في تركيز شبكة المياه والتطهير بالمبيت أدت الى استحالة صيانته من الخارج.
وسجّل التقرير ان عديد الوثائق المتوفرة بديوان الخدمات الجامعية للشمال تؤكد وجود نقص في صيانة المبيتات وأن ذلك يعود أساسا الى نقص الاعتمادات المخصصة للغرض وإلى عدم توظيفها على النحو الأمثل.
كما اسفر فحص مراقبو محكمة المحاسبات تقارير خلية حفظ الصحة بديوان الخدمات الجامعية وتقارير الأطباء البياطرة وتقارير الإدارات الجهوية للصحة عن تسجيل عديد الاخلالات التي تتعلق بعدم احترام القواعد الأساسية لحفظ الصحة وبنقص النظافة بالمطاعم الجامعية.
في هذا الاطار أشار تقرير محكمة المحاسبات الى تراخي 7 احياء جامعية عن العناية بالفضاءات المخصصة لاعداد وجبات الطعام وتنظيف خطوط توزيع الوجبات والممرات المؤدية الى المغازات وبيوت التبريد وفضاءات اعداد الوجبات إضافة الى اتساخ المجمعات الصحية الخاصة بالطلبة وانسداد الاحواض وتكدّس الفضلات بالمطاعم وعدم التصدي للحشرات والقوارض.
أما فيما يتعلق بسلامة الوجبات التي تقدمها المطاعم الجامعية للطلبة دقف أفادت بأنه يفترض ان يتم اجراء تحاليل بكتيريولوجية على المواد الغذائية والوجبات الجاهزة والماء مرة في الشهر بالنسبة لكل مطعم جامعي.
ولفتت المحكمة الى ان التحاليل اثبتت في عديد المناسبات تلوّث لحوم الدواجن والديك الرومي والبيض واللحوم الحمراء والخضر بجرثومة السلامونيلا مشيرة الى ان هذه الجرثومة تعد من بين العشر جراثيم الخطيرة عالميا والتي يمكن ان تؤدي الى كوارث صحية.
وذكر التقرير الرقابي ان نتائج تحاليل تم اجراؤها على عينات من وجبات مقدمة للطلبة بين أكتوبر 2016 وفيفري 2017 في مطاعم الحي الجامعي بمونفلوري والحي الجامعي المروج في العاصمة والمطعم الجامعي منزل عبد الرحمان في مدينة بنزرت اثبتت تسجيل نسبة تلوث بـ 60 بالمائة في الوجبات.
كما ذكر التقرير أن نتائج تحاليل أجّريت خلال السنة الجامعية 2018-2019 على عينات من وجبات بـ 38 مطعما جامعيا كشفت ان 27 مطعما يقدم وجبات ملوثة بالسلامونيلا مع العلم أن التقرير المختصر الذي نشرته محكمة المحاسبات لم يتطرّق البتة الى تلوث الوجبات الجامعية بجرثومة السلامونيلا.
وفي علاقة بهذه الاخلالات يذكر ان طالبة فقدت حياتها بأحد مبيتات قصر هلال بجهة المنستير، حيث لم يكن الحارس موجودا ولم يتم تقديم الاسعافات الأولية للضحية إلى ان فارقت الحياة …
نقاش حول هذا المنشور