لوحظ خلال الفترة الأخيرة تسجيل نقص في التزوّد بمادة الحليب على مستوى المحلاّت والفضاءات التجارية الكبرى. وحسب عدد من المهنيين فإنّ الأمر يتعلّق بالأزمة التي يعيشها قطاع الألبان والتي تعود الى أسباب عديدة من بينها غلاء أسعار الأعلاف.
وحسب الغرفة الوطنية لمراكز تجميع الحليب فإنّ الأزمة التي يعيشها قطاع الألبان مردّها تردّي وضعية الفلاّح الذي أصبح غير قادر على تربية الأبقار بسبب الغلاء المشطّ في أسعار الأعلاف بالإضافة الى تنامي ظاهرة الذبح العشوائي وكذلك التهريب.
ويوجد اليوم مخزون استراتيجي مكوّن من 20 مليون لتر من الحليب المعلّب٬ ويعود النقص المسجّل في مادّة الحليب الى الدّخول في مرحلة نقص إنتاج الحليب والتي عادة ما يشهدها هذا القطاع خلال الفترة الممتدّة بين شهريْ سبتمبر وجانفي. وقال رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارته لمقرّ وزارة الفلاحة يوم الجمعة 8 سبتمبر 2023 إنّ هناك لوبيات تريد التنكيل بالتونسيين بهدف تأجيج الأوضاع الاجتماعية في علاقة بالمواد الغذائية المفقودة واعتبر أنّ افتعال الأزمات أصبح وسيلة من وسائل الضغط مؤكّدا أنّ بارونات أرادت افتعال أزمة الحليب.
وقد أشرف رئيس الحكومة أحمد الحشاني مؤخرا على جلسة عمل وزارية خصّصت للنّظر في منظومة الألبان بحضور وزير الفلاحة والموارد المالية والصيد البحري عبد المنعم بالعاتي ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب قزّاح ووزيرة المالية سهام البوغديري ورئيسة ديوان وزارة الصناعة والمناجم والطاقة أحلام الباجي٬ وأطلع وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الحضور على الوضع الحالي لمنظومة الألبان وقدّم المؤشرات والإحصائيات في علاقة بسلسلة القيمة ابتداء من صغار الفلاّحين (84٪ من جملة مربّي الأبقار) وصولا الى المستهلك إضافة الى تطوّر التكلفة في ظلّ التحديات المطروحة٬ كما أوضح العلاقة المحوريّة بين منظومتيْ الألبان والأعلاف.
من جهتها طالبت نقابة الفلاّحين بإيجاد حلول جذرية لمراعاة كلفة الإنتاج والمنتجين٬وحسب نقابة الفلاّحين فإنّ هناك مؤشرات نقص في إنتاج الحليب إذا لم يتم التوصّل الى حلّ في الغرض.
نقاش حول هذا المنشور