تتعرض أوروبا منذ عدة أيام لموجة حر ذات شدة نادرة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية في إسبانيا والبرتغال. هذا الظاهرة الجوية ناتجة عن قبة حرارية، وهو نظام ضغط مرتفع يحبس الهواء الساخن في منطقة واسعة، مما يمنع أي تبريد.
امتدت الحرارة إلى إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، تركيا وحتى جبال الألب، حيث تجاوزت حدود التجمد 5000 متر، وهي حالة غير مسبوقة.
في مواجهة هذه الموجة الحارة المبكرة، أطلقت السلطات في عدة دول أوروبية تحذيرات حمراء. توصي خدمات الصحة بالبقاء في الظل، والترطيب الجيد، ومراقبة الأشخاص الضعفاء. المستشفيات، التي تعاني بالفعل في بعض المناطق، تخشى من الاكتظاظ بسبب ضربات الشمس. المدارس في بعض المناطق اضطرت إلى تعديل جداولها أو الإغلاق مؤقتًا.
إلى جانب المخاطر الصحية، تشكل موجة الحر تهديدًا على البيئة. في جنوب فرنسا، اليونان والبرتغال، بلغت مخاطر الحرائق أقصى مستوياتها. تم تسجيل عدة حرائق بالفعل، مما دفع السلطات إلى تعبئة وسائل مكافحة إضافية. الجفاف يهدد أيضًا المحاصيل الزراعية، خاصة في مناطق زراعة الكروم والحبوب.
هذا الفصل الجديد من الموجة الحارة يأتي في سياق مقلق مرتبط بالتغير المناخي. أصبحت موجات الحر أكثر تكرارًا، أطول وأكثر شدة. وفقًا لعلماء المناخ، فإن تكرار هذه الأحداث المتطرفة هو إشارة إنذار لصناع القرار السياسيين، الذين يُطلب منهم تعزيز سياسات التكيف وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
بالنسبة للمواطنين الأوروبيين، تأتي هذه الموجة الحارة كتذكير قاسٍ بأن التغير المناخي هو بالفعل واقع. ومع بداية الصيف فقط، يبقى الحذر مطلوبًا، سواء للصحة العامة أو لحماية البيئة.
نقاش حول هذا المنشور